احصائيات

عدد إدراجاتك: 9

عدد المشاهدات: 1,622

عدد التعليقات المنشورة: 0

عدد التعليقات غير المنشورة: 0

دفتري.كوم
تصفح صور دفتري تصفح اقتباسات دفتري تسجيل / دخول






Articles

من تحرير المرأة إلى الانتحار الجنسي

من تحرير المرأة إلى الانتحار الجنسي

الدعوة إلى تحرير المرأة السعودية قائمة على قدم وساق والذين يباشرون هذه الدعوة فئتان إحداهما تملك النفوذ والأخرى تملك الصوت الإعلامي الأكثر انتشارا مابين قنوات فضائية وصحف ومؤسسات حكومية تدعمها الفئة الأولى ذات النفوذ التي تنقل أخبارها صباح مساء.ومع أن هاتين الفئتين لا تشكلان نسبة كبيرة  من حيث العدد بين السكان إلا أن كثرة الفلاشات الإعلامية تصنع لها هالة كبيرة فيما الغالبية العظمى من أفراد المجتمع في تهميش وشبه عزلة كاملة وحجب تام عن إبداء رأيها في هذه القضية التي تخالف دين المجتمع وثقافته وتاريخه والتي يبدو للمدقق فيها أنها أشبه بزوبعة في فنجان إنما تـثار لتغطية أمور أخرى أخطر وأكبر منها لتشكل نوعا من تشتيت الانتباه أكثر من كونها قضية مصيرية إذ لو عمل استفتاء شعبي صادق وحقيقي لشعر هؤلاء -المطبلين الفرحين - بالخزي والعار كونهم يجدفون ضد التيار أو يغردون خارج السرب !

ومن عجيب الملاحظات أن من يتولى كبر هذه الدعوة هم من كبار السن الذين شارفوا على الستين أو تجاوزوها في تناقض تام مع الحرص على الخاتمة الحسنة ، إذ أن أعمار أمة محمد صلى الله عليه وسلم بين الستين والسبعين والسواد الأعظم من الأمة يستنكر هذه الدعوة وهؤلاء إن ماتوا على هذه الدعوة لتحرير المرأة وفق المفهوم الأمريكي ، فعلى ماذا سيلاقون ربهم جل وعلا ؟

وإذا كانت بعض الدول المجاورة احتاجت للاستعمار سنين طويلة للقبول بمبدأ سفور المرأة واختلاطها الكامل بالرجال فإننا لن نحتاج وفق الطبخة المحلية -التي يتزعمها هؤلاء الكبار سنا والصغار أحلاما- سوى سنوات محدودة وفق حساباتهم اللاعقلية واللامنطقية ؛ لكن هنالك أمورا لا يأبهون لها أثناء سعيهم الحثيث للاختلاط - وكأنهم يسابقون الموت - ربما تجعل العملية معقدة بشكل أكبر مما يخططون له ، ذلك أن الدعوة للاختلاط في دول أخرى صاحبها جهود إدارية وتطوير كبير في خدمات المؤسسات التي يرأسونها في بلادهم على حين أن ربعنا جهدهم كله منصب في الدعوة للاختلاط والتصوير عبر وسائل الإعلام مع النساء الجميلات ونشر صور المرأة التي حرروها بزعمهم! وتشكيك الأخريات قعيدات البيوت بما تربين عليه ؛ على حين بقيت إداراتهم وخدمات مؤسساتهم الخدمية على ما كانت عليه بل إن بعضها أصبحت روائح الفساد الإداري بجميع أشكاله ظاهرة تفوح من إداراته التابعة له !.

كما أن دعوات الاختلاط في المجتمعات الأخرى صاحبها في كثير من الأحيان رفع للجور عن المتظلمات من النساء إذ أصبحت الواحدة منهن تستطيع رفع الدعاوى لاستخلاص حقوقها قانونيا ، على حين أن الوضع لدينا كما كان بل ربما أسوأ مما كان ولذلك فإن كثير من النساء المضطهدات يبحثن عن حلول لمشاكلهن التي هي أكبر من قضية كشف وجه وعمل بجوار رجل !

سي موا

سي موا كلمة فرنسية تعني( نحن هنا ) وقد كانت شعارا دعائيا لبعض إعلانات العطور الفرنسية قبل عقدين من الزمان ، وهي لفت انتباه لإشعارك بوجودي حينما أن أكون متعطرا بهذا العطر الذي يرسل إليك إشارات تنبهك إلى أني هنا كما كان يظهر في الإعلان آنذاك.

هذا الإعلان لا أدري لماذا استدعته ذاكرتي -التي كثيرا ما تخونني- الآن حينما أرى جهود بعض المسئولين الذين يحاولون لفت الانتباه إلى وجودهم المتضامن مع قضايا الاختلاط ، فهذا وزير يصور مع الكشافات وآخر تخرج زوجته لوسائل الإعلام للحديث عن دور زوجها الوزير في توظيف المرأة وآخر كل همه تكثيف الملتقيات والمنتديات ودعوة نساء سافرات عن وجوههن والتقاط الصور معهن ومحاولة حشرهن في كل حدث إعلامي في منطقته وتصويرهن وعقد اللقاءات التلفازية معهن وإبرازهن على أنهن من الناشطات اجتماعيا وكأن المرأة التي تعمل في بيتها منذ الصباح الباكر وحتى منتصف الليل في بيت فيه أبناء وبنات وكبار في السن كأنها عاطلة عن العمل وفق مفهومهم ! وإن كنت قد أفهم هذا إلا إني لم أستطع أبدا أن  أفهم لماذا النساء الناشطات لا ينطبق إلا على فتيات جميلات حسان الوجوه والقد كأنهن عارضات أزياء ، ألا يمكن أن تكون المرأة التي لم توهب الجمال –وهو هبة ربانية لا دخل لأحد فيها- ألا يمكن أن تكون ناشطة وفاعلة اجتماعيا ؟

سي موا هذا أيضا ذكرته حينما رأيت بيان مدير الخطوط السعودية والذي تناوله الكاتب الأحيدب في توضيح جميل لهذه اللعبة الجديدة التي يمكن أن يستفيد منها من شاء من المسئولين كما شاء في مقالة بعنوان لعبة أعجبت مدير الخطوط السعودية.

وتذكرته أيضا حينما خرج علينا في كثير من المواقع الوزير السابق للتربية في كتابه الجديد(المرأة المسلمة.. بين إنصاف الدين وفهم المغالين) الذي كتبه وكأنه يقول (تراني موجود ويمكن أنفعكم في التأصيل التربوي وحتى الشرعي بس نزلوني معكم الملعب) وإلا فإن أبسط سؤال سيوجه له لماذا لم تنتبه لمثل هذا إلا الآن ؟وهل كنت تحتاج إلى زائر أمريكي لينبهك لما تعايشه صباح مساء وأنت المفكر والتربوي والأستاذ الذي زار معظم بلاد العالم المتحضر؟ ومع احترامي لمعالي الوزير السابق ودوره في تطوير وزارة المعارف إلا أن رسالته في هذا الكتاب واضحة أنها مجرد لفت انتباه لوجوده وكأنه يقول نحن هنا وبقي فينا طاقة يمكن أن يستفاد منها والكتاب مجرد إعلان من نوع (سي موا ).

أي تحرير للمرأة يقصدون ؟

لو سألتني وأنا مواطن سعودي أبا عن جد نشأت وتربيت وفق ما يمكن أن تطلق عليه الثقافة السعودية هل أنت مع تحرير المرأة ؟ فسأجيبك  : نعم ولا .

وهذا يعني أن تشرح لي معنى تحرير المرأة ، فإن كان المقصود بتحرير المرأة أن تحصل على حقوقها جميعا كما كفلها لها نبينا عليه الصلاة والسلام بأمر ربنا عز وجل فنعم ونعمة عين. وإن كنت تقصد حقها في رفع الظلم عنها فنعم ونعمة عين ، وإن كان حقها في التعلم والتعليم فنعم ونعمة عين ، وإن كان حقها في العمل المناسب لخصائص المرأة فنعم ونعمة عين ، وإن كان حقها في أن تعيش كريمة تستطيع أن تأخذ حقها دون أن تذل لأي كان فنعم ونعمة عين، وإن كان حقها في أن تحصل على راتب من الدولة وهي تقوم بأسمى عمل في تربية أبنائها والعكوف على تنشئتهم دون أن تضطر للعمل خارج المنزل فنعم ونعمة عين، وإن كان حقها في عدم حديث أحد نيابة عنها دون أن توكله هي فنعم ونعمة عين.

أما إن كان مصطلح تحرير المرأة إنما يقصد منه سفورها واختلاطها بالرجال لحاجة وبدون حاجة وأن تضطر للعمل لتحصل على كفافها وأن يكون مقياس نجاحها وحضورها مسحة من جمال على وجهها ، وأن تجبر على العمل خادمة في المقاهي والمطاعم لتحصل على راتب لا يسد نفقات المواصلات ومستحضرات التجميل ، وأن تكون خراجة ولاجة بحاجة وبدون حاجة ، وأن نتعاطى مع اختلاطها بالرجال وسفورها أمامهم على أنه من علامات رقيها ومقياس حضارة لنا ... ؛ فحينئذ سأنادي بملء فمي أن لا ثم لا ثم لا... وسخنة عين !

من تحرير المرأة إلى الانتحار الجنسي

من قرأ ما جاء في الكتب التي تناولت تاريخ تحرير المرأة وجد العجب العجاب إذ أن تحرير المرأة في جميع أنحاء العالم بدءا من أوروبا وأمريكا ثم البلاد الإسلامية والعربية التي سعت لتجربة تحرير المرأة مرت بفصول متشابهة ويلاحظ أن الانفلات الأخلاقي يأتي مثل حزمة واحدة فلا يمكن أن تتحرر المرأة وتختلط بالرجال دون أن يصاحب ذلك استغلال من الرجال لحاجة المرأة وقلما كانت امرأة تعيش دون نصير وسند يحميها فسلمت من عبث الرجال  وهذا أمر معروف ومشاهد ولو سلم منه أحد لسلمت مونيكا في البيت الأبيض موئل الحرية !!. وهل يمكن أن تكون العلاقة بين الرجل والمرأة إذا اختلطا بريئة دونما بهارات جنسية أم أن هذا مجرد وساوس وسوء ظن مطاوعة فقط ؟! ألم يرد عن نبينا عليه الصلاة والسلام ( ما اجتمع رجل بامرأة إلا كان الشيطان ثالثهما) أتظن أن الشيطان سيسمح  للرجل أن يحدث المرأة الجميلة الأجنبية عنه عن فضائل العفاف ؟

إن حيائنا عن الخوض في هذه المسألة بالذات وخشيتنا من وصف دعاة تحرير المرأة المستغربين لنا بأوصاف سيئة كعادتهم في مهاجمة من يقف في وجوههم سيقود المسألة إلى جوانب هادئة لا تُستنكر في بادئ الأمر لتعود بنا في النهاية إلى ماوصلت إليه مجتمعات العالم الأول الذي نسعى للحاق بركبه من سعار جنسي وحياة من أجل الجنس .

أليس الجنس مركوز في فطرة الإنسان ؟

إذا لماذا لا يكون الحديث عنه صراحة؟

لقد ( آن الأوان لكي نعلن أن الجنس موضوع من الأهمية بمكان حيث يجب ألا يترك لقصيري النظر ... ومروجي الثقافة الجنسية ... وفلاسفة العبث . كل أولئك ينشرون سمومهم عن طريق الطباعة وعروض التلفزيون الناطقة جاعلين من كلمة الحرية الجنسية مفتاحا للثراء الفاحش.

وليس هنالك شيء بلا ثمن خاصة الجنس والذي يرتبط بأعمق مصادرنا للطاقة الذاتية والعواطف . وبالطبع قد يصبح الجنس رخيصا ولكن ذلك سيكلف المجتمع كثيرا لا مفر منه. وبما أن الجنس هو القوة الدافعة والحافز المتكامل للناس والمرتبط بتكوينهم الشخصي فإنه حتما سيتأثر بالكيفية التي يعالج بها موضوع الجنس بالتسامي أو التعبير أو النكران أو الدعاية . وعندما نقلل من قيمة الجنس ونستغله كوسيلة للدعاية ونعمل على تشويهه ، كما هو الحال في الوقت الحاضر ، فإن معنى الحياة يضحي متدنيا وتنهار القيم الاجتماعية).

كان هذا كلاما للكاتب الأمريكي ج. جيلدر في كتابه الانتحار الجنسي الذي ألفه عام 1975م وهذا الكاتب كان من أنصار الحركات النسوية ومتحمسا لها ، لكنه كما يقول :( لقد تعرفت على هذا الموضوع من خلال بعض مناصري حركة تحرير المرأة والذين كانوا شديدي الإقناع والتأثير الأمر الذي أخذ مني سنوات عديدة اتسمت بالبهجة والإمتاع الروحي، ثم اكتشفت أنهم كانوا مخطئين ، بالإضافة إلى ذلك فإن إعدادي الرئيسي لهذا الكتاب كان استغراقا في الكتابات الداعية إلى تحرير المرأة) كان هذا الكلام الذي كتبه قبل قرابة ثلاثة عقود! فماذا عساه أن يقول بعد الانفلات الجنسي والأخلاقي الذي وصلت إليه أمريكا الآن ؟

أيها القاريء الكريم الانتحار الجنسي الذي تنبأ به جيلدر هو النتيجة لتحرير المرأة إذ أن المسألة لن تقف عند حد خروج المرأة سافرة وعملها مع الرجال وكأنهم آلات ! بل سيتبع ذلك خطوات متتالية وهي أشبه بمحطات على الطريق يجب الوقوف عندها ولايمكن لركاب القطار أن يتجاوزوها حتى يمروا بها وإن كان بمقدور بعضهم أن ينسحب ليعود أدراجه.

أما الذين سيكملون المسيرة التي بدأت من المحطة الأولى محطة تحرير المرأة وفق المفهوم الغربي فلن يقفوا إلا في محطة الانتحار الجنسي شاءوا أم أبوا ، وإن كنت أجزم بأن الله عزوجل أكرم وأرحم من أن يحقق لهم رجائهم.

 ألا شاهت وجوه من يدعو إلى انسلاخنا من قيمنا وديننا ويزهدون في عفاف نسائنا وغفلتهن عن الخنا.ويتغافلون عن القضايا المهمة ليثيروا زوبعة في فنجان.

ذكرى/ أشقى الناس من باع آخرته بدنياه، وأشقى منه من باع آخرته بدنيا غيره.

أبو بكر بن محمد
13/12/1431هـ
Kmys99@yahoo.com

 

اضافة تعليق


مسجل في دفتري
نص التعليق
زائر
نص التعليق

10:48ص | 02 شباط، 2013
مقاااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااالة راااااااااائعه