احصائيات

عدد إدراجاتك: 9

عدد المشاهدات: 1,622

عدد التعليقات المنشورة: 0

عدد التعليقات غير المنشورة: 0

دفتري.كوم
تصفح صور دفتري تصفح اقتباسات دفتري تسجيل / دخول






Articles

الفساد وذنب الكلب

الفساد وذنب الكلب؟!بقلم : د. حسين المناصرة


كبر الخط صغر الخط
الفساد وذنب الكلب؟!
بقلم : د. حسين المناصرة

"ذنب الكلب أعوج ولو حطِّيته في ستين قالب" (طبعًا القالب مستقيم)... و"ذنب الكلب أعوج ولن يستقيم ولو بعد أربعين" ( طبعًا أربعين يومًا)!! 

سبحان الله ما أعظم شأنه في خلقه الذين يبدعون وهم ينتجون حكمهم وأمثالهم، الدالة على عبقرية ما يصلون إليه في تفسير أواضعهم، وتأويل أحوالهم، وربط الظواهر المستعصية لديهم بعضها ببعض!! فظاهرة الفساد في الطبع بما تحمله هذه الظاهرة من قيم جمالية القبح والكره ، لا يمكن تجسيدها بغير ذنب الكلب الأعوج ، مع استحالة استقامته ؛ أي أنّ "الطبع غلب التطبع"!!

هذا ما قلناه قبل أكثر من عشر سنوات بعد إنشاء فرع جامعة القدس المفتوحة في الرياض ثم في جدة ؛ كانت الحاجة ماسة إلى إنشاء هذين الفرعين برعاية كريمة من قيادة المملكة العربية السعودية ؛ تجاه الطلاب الفلسطينيين ، وبالذات الطالبات؛ لما يواجهونه من صعوبات في التعلم خارج المملكة . والفلسطيني في الحقيقة - حيثما وجد- لا يملك أرضه "المحتلة"؛ حتى ينشغل بها عن بعض علمه ؛ لذلك صار العلم بالنسبة إلينا مثل الخبز اليومي ؛ لا غنى عنه ، ولا يمكن التهاون في أمره!!

كان غريبًا أن تصر إدارة الجامعة على تسليم إدارة الفرعين بالرياض وجدة لمدير فاسد؛ كان هو السبب المباشر في إفشال فرع الجامعة في الإمارات العربية قبيل إنشاء فرع الرياض ...ومنذ البداية اتضح للقاصي والداني أن ذلك المدير سيئ الذكر ، لم يكن سوى شخصية فاسدة بامتياز، والمطلوب منه أن يكون حصالة فلوس لحسابته وحسابات مديريه خاصة، في إدارة تهيمن على جامعة القدس المفتوحة في الوطن ، الذي استشرى فيه فساد المفسدين آنذاك ...لذلك كان من الطبيعي إن تصل الأمور إلى ما وصلت إليه الآن ؛ من إيقاف فرعي الجامعة في الرياض وجدة ، والأسباب الظاهرية واهية... وهي في الحقيقة أسباب فساد وإفساد ...

2003إلى 2006، ثلاثة أعوام في الحرب على الفساد الأكاديمي في جامعة القدس المفتوحة..ولكن دون جدوى ...فالإدارة نفسها...والفساد نفسه...والأكاذيب نفسها... والمحسوبيات نفسها ...والفاسدون غدوا شرفاء... والشرفاء غدوا فاسدين ...وذنب الكلب هو نفسه..ذنب أعوج!!

لا بدّ أن تكون هناك وقفة تربوية تعليمية إنسانية ؛ لتمنع إيقاف فرعي جامعة القدس المفتوحة بالرياض وجدة، فلا يعقل أن تقف الإدارة التعليمية الفلسطينية في التعليم العالي مكتوفة الأيدي تجاه التلاعب بمصير طلاب وطالبات هم أحوج من أي وقت إلى هذا التعليم المفتوح، بعد أن أصبحت وسائل التعليم الجديدة في عصر التكنولوجيا الرقمية خير معين للتعليم من خلال مراكز فرعية في بقاع عديدة في العالم. 

لماذا نجد الجامعة العربية المفتوحة – على سبيل المثال - جامعة ناجحة مئة بالمئة في الرياض وغيرها ؟ لأنها بنيت على أسس علمية وتربوية صحيحة!!ّ أما ما حصل في فروع جامعة القدس المفتوحة في الخارج فهو أحد منتجات الفساد والمفسدين، وكان هذا واضحًا منذ البداية!! 

كان لا بدّ أن تكون البنية التعليمية في هذين الفرعين وغيرهما بنية حقيقية، لا تتقصد أن تربح ريالًا واحدًا، بل كان على إدارة الفرعين أن يخفضا الرسوم إلى حدود التكلفة؛ لأن جامعة القدس المفتوحة جامعة رسمية ( يملكها الشعب الفلسطيني)؛ وكان لا بدّ أن يمنع تحويل أي أموال إلى "مافيا" التعليم هناك... ويشهد الله: أنه منذ أن دفع الطلاب والطالبات رسومهم الدراسية المرتفعة في الفصل الدراسي الأولى من نشأة الجامعة، قد حُوّلت مئات الآلاف من الدولارات إلى حسابات خاصة بفاسدين!!

أتمنى من إدراة مكافحة الفساد والمفسدين في فلسطين أن تكفّ يد الفساد الأكاديمي في جامعة القدس المفتوحة، وأن تخاطب الجهات المعنية بالمملكة العربية السعودية؛ لتسهم في نجاح فرعي الجامعة بالرياض وجدة، وأن تسعى إلى عدم إلغائهما مستقبلًا تحت أي ظرف من الظروف؛ لأن الوضع الفلسطيني يحتاج دومًا إلى وقفة الأخوة العربية، في مواجهة الكيان الصهيوني، الذي يسعى في كل لحظة إلى اجتثاث الوجود الفلسطيني؛ ليسيطر على الأرض والناس، وحتى على الهواء الذي نتنفسه!! 

كان بودي ألا أكتب عن قضية فساد هجرتها منذ ثماني سنوات أو أقل ؛ لكنها أثيرت اليوم في ظروف تحتاج إلى وقفة وطنية وإنسانية ، تجاه مصير أبنائنا وبناتنا ، الذين من حقهم أن يتعلموا في جامعة الوطن، وألا تكون جيوب آبائهم وأمهاتهم بقرة حلوبًا، يرضعها أولئك الفاسدون المفسدون الذين ماتت ضمائرهم الذئبية، وتيبست جلودهم التمساحية، وأفِنَ الوطنُ من روائحهم الكريهة!!

اضافة تعليق


مسجل في دفتري
نص التعليق
زائر
نص التعليق