احصائيات

عدد إدراجاتك: 9

عدد المشاهدات: 1,622

عدد التعليقات المنشورة: 0

عدد التعليقات غير المنشورة: 0

دفتري.كوم
تصفح صور دفتري تصفح اقتباسات دفتري تسجيل / دخول






Articles

جماعة التطرف والإرهاب

جماعة التطرف والإرهابجماعة التطرف والإرهاب
01/06/2014 [ 14:29 ]
الإضافة بتاريخ:
  

الكرامة برس- كتب// عصام عبيد- تحت مسميات عديدة وحجج واهية لا يقبلها عقل ولا تنطلى على أحد أتاح الغرب الفرص لنمو وانتشار جماعات العنف والتطرف والإرهاب بمسميات إسلامية وهو يعرف توجهاتها وأيدلوجيتها وأهدافها التي تدعو لها وتطرحها وتعمل من اجلها وتعلمها لأعضائها والمغرر بهم وتحت حجج حقوق الإنسان والحرية فى الاعتقاد وممارسة الشعائر الدينية فتح ابوابه وجامعاته ومجتمعاته وقدم التشجيع والدعم والحماية لها بل قدم المساعدة والتوجيه وهو يعرف ان ما تدعيه من أنها تدعو لدين الله بالكلمة والموعظة الحسنة لا ينطلى على أحد سوى المغرر بهم الذين وثقوا بها وانقادوا لها .

فقد قامت تلك الجماعات على مدى عقود بإعداد جيل كامل من الشباب والرجال والنساء يؤمن بمعتقداتها التى تحمل بذور العنف والدعوة لمقاتلة حكام بلادها وتكفيرهم بل محاربة عقائد الغرب نفسه الذي اعتبرته كافرا ملحدا وتدعو لقتاله ومع ذلك لم الغرب يتصدى لما تطرحه وقدم لها كل ماتريد من حرية في نشاطها ودعوتها قاصدا تنمية روح البغض وكره الآخرين بين أتباعها ومريديها وبين مجتمعاته وعقائده ليتسنى له بعدئذ القضاء عليها وعلى بلادها التى جاءت منها بعدما يتورط بعضهم أو كلهم في تأليب المجتمعات التى يعيشون فيها عليهم .

ولا يعقل ولا يصدق ان دعوات تلك الجماعات ليل ونهار على مدى عقود بكفر والحاد وانحلال الغرب والطعن فى منجزاته وتفوقه التقني والمادي قد تم تحت سمع وبصر الغرب دون أن يدرى آو يتوقع النتائج بل انه ساهم وساعد تلك الدعوات على تضخيم ما تطرحه من فساد أنظمة وحكام البلاد التي قدموا منها وتوريط هذه الأنظمة والحكام بالأعمال المدمرة والأفعال المشينة التي أضرت بالبلاد وورطتها فى الديون وفوائدها الباهظة وتبديد ثرواتها مما أعطى صدى مقبول لدعوات تلك الجماعات التي اكتسبت المزيد من المؤيدين حتى يتدخل فى الوقت المواتي للسيطرة على تلك البلاد وثرواتها بحجة قتال ومحاربة الفساد والمفسدين وتحرير الشعوب وإنقاذها كما حدث فى العراق وأفغانستان وغيرهما الآن .

كما قام ساسته فى نفس الوقت بنبذ ومقارعة تلك الشعوب لديها متهمة فى النهاية المسلمين والإسلام بالجهل والخرافات يدعو للعنف والقتل تحكم بلاده عصابات ولصوص تسرق شعوبها وثرواته وتهريبها وتخزينها لديه ليعود ويقدم جزء منها مساعدات مشروطة أو قروض وفوائد باهظة لمن يراه يجب أن يبقى ولا ينهار كما توجه مثقفيهم لإلهاء هذه الشعوب المغلوبة على أمرها بما يسمى الحوار والتواصل وبحث عن الحلول كسبا للوقت وإبقاء الحال بما هو عليه وأقامت مراكز للحوار والأبحاث بين الأديان والحضارات والتطور والتنمية وغيرها فى شبه حملة إعلامية دعائية ضخمة وأصبح كل قادر على البحث والتفكير الجدى مشغولا بالجدال والحوار العقيم الذى يسود بحجة البحث عن الحلول وهى بين يديه .

فهى من جهة تعين الظالم فى التمادي فى ظلمه والمظلوم في مقارعة ومناكفة الظالم وهى عملية وخطة محكمة لاحلول لها أبدا مما اظهر الشرق ومجتمعاته بمظهر قبيح همجي متوحش يبيح القتل والعنف وانتهاك الحقوق والأعراف ولا يلتزم بالعهود ونشر فتاوى وتفسير الحلال والحرام والجريمة والعقاب والإرث والحقوق مما زاد الطين بله وساعدت الجماعات السلفية المتزمتة والمتشددة فى نشر عقائدها وأفكارها وهى الأشد فتكا حيث يتبين بعد ذلك أن لامفر من استخدام العنف والقتل لتحقيقها ثم يتدخل هو مرتديا الغطاء الإنساني والحضاري للدفاع عن الفقراء والمظلومين وهو من عمل على إفقارهم وظلمهم بعد زرع الخلافات وتشجيع النزاعات بين الجماعات المدمرة التي ارتدت ثوب الدين .

أما من تعلموا في الغرب وجامعاته ومعاهده التقنية فقد استنزف موارد بلادهم حيث انه يعرف تماما استحالة عودة تلك القدرات إلى بلادها لأسباب عديدة من سيطرة الظالمين وعدائهم لهم وعدم وجود البنية الصناعية والتقنية التي تعمل بها فتفضل البقاء مضطرة ولم يقدم لهم اى مساعدة حقيقية في تمكينهم من حكم بلادهم وتطويرها والاستفادة من علمهم وخبرتهم التى اكتسبوها بالجهد والمال ثم ضاعت كلها هباء ليصبح المهندسون والفنيون سائقي سيارات أجرة أو عمال مصانع تافهة للصناعات التكميلية كما أصبح الأطباء والمعلمون والمحامون ثروة للبلاد التى تعلموا فيها دون أية تكاليف والتي دفعها أهلهم وبلادهم كما سنت القوانين التى تجبرهم بعد تخرجهم على المغادرة او البقاء والزواج من بلادهم وأحيانا من خادماتهم فلم يجدوا سوى الرضوخ والبقاء حيث بلادهم مشتعلة بالحروب والنزاعات والانقسامات والخرافات والفساد المدمر وأصبح مصطلح بلاد العالم الثالث يؤكد نفسه .

فالجماعات السلفية وقعت فى مأزق لا تستطيع الخروج منه فهى تعيش وتنجب فى مجتمعات لا تستطيع ان تغيرها ولا هى تستطيع بما تطرحه ان تتغير فتكون النتيجة الضياع والتلاشي والحيرة التى تؤدى لاندلاع الخلافات والصراع بينها تتهم كل فئة الأخرى لأتفه الأمور وتبدأ فى التنابذ والتناحر بينها الذي يصبح كالإرث تتوارثه الأجيال يحاول كل جيل الانتقام من الذي يليه فيبدو مشوها فاقد الهوية والانتماء منبوذا فى مجتمع يعيش فيه ولا يستطيع مغادرته أو الهروب منه خشية المجهول فى بلاده التي أصبح لا يعرفها وكثيرا لا يعرف حتى لغتها التي لم يتعلمها أو يستخدمها فى الغالب فيرضى البقاء على مضض محاولا التكيف مع الواقع دون جدوى فيفقد السيطرة ويضيع مستقبله ومستقبل ذريته التي لاتلبث ان تضيع بين قليل مرغم على القبول بالواقع وكثير يرفضه وحاول الانتماء للمجتمع التى يعيش فيه دون جذور فعاش على الهامش او منبوذا.

المشكلة ليست فى ان تهجر بيتك بسبب ما فيه من مساوئ وبلاء إلى بيت غيرك الذى حتما لن تستطيع ان تعيش فيه بما تحمل من ارث ومفاهيم ومعتقدات تؤمن بها الحل ان تصلح بيتك بما تملك من وسائل تعمل على تطويعها أو تصلحها بما يناسبك ان كان ذلك ضروريا لإصلاح البيت أما الهرب منه فلا يحل المشكلة كما لا تستطيع ان تعيش فى بيت غيرك بمفاهيم وتقاليد ومعتقدات حملتها اليه وهو لا يقبلها مهما حاولت فهو له جذوره العميقة ومعتقداته ومفاهيمه التى يؤمن بها وربى عليها ولا يمكن بحال تغييرها فما تصفه بالانحلال والإباحية والتفسح هى موروثه الشرعي لا يقبل إلا به ويعتبره انجازا للحرية له أسبابه العميقة توارثها وخاض الحروب المدمرة من اجلها وبناء دعائم قوية لها فلا تستطيع انت القادم من البعيد ببعض الكلمات وان كانت محقة أن تغيره فهو نمط حياة ارتضاه وعمل من اجل الوصول إليه ويستميت فى الدفاع عنه وحمايته مما يفسر رفضه للغرباء ومفاهيمهم وعقائدهم ويعتبرها طقوسا قديمة وحضارة اندثرت ولم يبق منها سوى أثارها للفرجة والمتعة بما كان فى الماضي فى بلاد الشرق السعيد.

أما إصرار القادم على تغيير هذه المجتمعات او العيش فيها ومحاولة فرض مفاهيمه عليها فهو إضاعة للجهد والوقت فالمحاولة مستحيلة ولا يعقل أن تنجح تلك الجماعات التي تدعو منذ أكثر من قرن لإقامة دولة الخلافة بإصدار الفتاوى والنشرات ومناكفة ومقارعة مثيلاتها وحكامها فلم تقدم سوى الفرقة وفقدان التوازن والهوية وكما اعتبرت المجتمعات الغربية أن القومية تعصب وفاشية وان الاشتراكية كفرا وإلحادا فأنها تعتبر الإسلام تطرف وعنف وإرهاب وأفصحت عن ذلك بعدما قدمت تلك الجماعات المبررات من أقوال وأفعال فأعلن الحرب على بلادها تحت مسميات بدت مقبولة من العالم اجمع كما تحالف أعداء تلك الجماعات معه للانتقام والثأر فكانت أشد وأشرس فى الحرب عليها والتأليب والمحاصرة حيث وجدت الفرصة للقضاء عليها والخلاص منها .

___

اضافة تعليق


مسجل في دفتري
نص التعليق
زائر
نص التعليق